( قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ) [النحل: 112].
أيّ قرية تنطبق عليها المواصفات تدخل في هذا المثل :
ليست قرية بعينها، أية قرية .
﴿ قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ﴾ [النحل: 112].
الرزق الوفير يُجبى إلى هذه القرية من جميع البلدان :
أمن، وطمأنينة، وخيرات من كل حدب وصوب، وتجارات رائجة، وبيوت فخمة، ومواد متوافرة، وغذاء رخيص، ولباس أنيق، وبيت فخم .
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ﴾ [النحل: 112].
قال نبي الله شعيب عليه السلام لقومه :
﴿ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ﴾
( سورة هود : من آية " 84 )
قال بعض المفسرين: توافر المواد ورخص الأسعار .
﴿ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ﴾
( سورة هود : من آية " 84 )
﴿ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ﴾
المعاصي والكفر والذنوب تُذهِب النعم :
أدارت ظهرها للدين، ضربت بأحكامه عرض الطريق، لم تقم حياتها وفق شريعة الله، لم تحكم بما أنزل الله، عدّت الدين شيئاً قديماً بالياً لا يصلح لهذا الزمان، أخذت عن الغرب فسقه وفجوره، وانحطاطه الخلقي، وإباحيته .
﴿ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
هذا هو جزاء هذه القرية فاعتبروا يا أولي الأبصار :
والأدلة والشواهد حولنا :
﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
الجوع والخوف ..
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾
( سورة قريش : 4 )
هذه أذاقها، ما أذاقها؟ الجوع والخوف، يا ليت! أذاقها لباس؛ يعني أن الجوع والخوف لباس ثابت لا ينزع عنهم، حيث ما تحركوا، وأينما اتجهوا، يخاف الرجل .
والحمد لله رب العالمين
منقول
add_comment ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق